هل تعلم ماكان يفعل إبليس والملائكة بآدم حينما كان طينا في الجنة



خلق آدم عليه السلام وسجود الملائكة له :طويلة لكنها رائعة جدا تستحق قراءتها .



عن الجواد: أن الله خلق آدم؛ وكان جسده طيناً، وبقي أربعين سنة ملقى تمر به الملائكة، وتقول: لأمر ما خلقت. وكان إبليس يدخل من فيه، ويخرج من دبره؛ فلذلك صار ما في جوف ابن آدم منتناً خبيثاً.
وفي المروج: تركه حتى أنتن وتغير أربعين سنة، وذلك قوله: " من حمإ مسنون " الحجر يقول: منتن.
وصوره ثم تركه بلا روح من صلصال كالفخار حتى أتى عليه مائة وعشرون سنة، وقيل: أربعون سنة، وهي قوله تعالى: " هَلْ أَتَى عَلَى الإِنَسنِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمّ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً " الإنسان؛ فكانت الملائكة تمر به فزعين منه، وكان أشدهم فزعاً إبليس، كان يمر به فيضربه برجله فيطهر له صوت صلصلة كظهوره من الفخار، ويدخل من فيه ويخرج من دبره، ويقول: لأمر ما خلقت، ثم نفخ فيه الروح يوم الجمعة السادس من نيسان، قال كعب: إن روح آدم ليست كأرواح الملائكة ولا غيرها من الأرواح، فضلها الله تعالى بقوله: " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَجِدِينَ " الحجر فأمر روحه أن يغمسها في جميع الأنوار، ثم أمرها أن تدخل في جسد آدم من أنفه، فقالت: أدخل من مكان ضيق? فنوديت: ادخلي كرهاً واخرجي كرهاً. فدخلت في منخريه، ثم ارتفعت في خياشيمه، ووصلت إلى دماغه، وماجت في رأسه؛ فأبصر وسمع وشم وتنفس، وصار بين عينيه كالغرة البيضاء يتلألأ، فهو نور رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل: دخلت من اليافوخ إلى عينيه، ففتحها، وجعل ينظر لنفسه حياً، فرأى في سرادق العرش مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. ولم يقدر على الكلام، فصارت الروح إلى أذنيه فسمع تسبيح الملائكة. ثم جعلت تمر في جسده ودماغه والملائكة تنظر إليه، وإن الروح انفتلت نازلة إلى عنقه، ثم إلى صدره وجوفه، وتفرقت في جميع أعضائه وعصبه وعروقه، فأمر آدم على رأسه، ووجهه فعطس.
وقيل: إن الروح لما وصلت إلى الخياشيم عطس.
فلما لحقت اللسان، قال بلغة عربية فصيحة، وهي لغة أهل الجن : الحمد لله، فناداه الرب: يرحمك الله ربك يا أبا محمد؛ لهذا خلقتك، وهذا لك ولولدك، ولكل من قال قولك.
ولم تزل الروح تجري في جسده إلى أن وصلت ركبتيه، فاستعجل ليقوم فسقط، فقال تعالى: " وَكَانَ الإِنَسنُ عَجُولاً " الإسراء ولما بلغت الساقين والقدمين، استوى جالساً وقام على قدميه في يوم الجمعة عند زوال الشمس، فنظرت الملائكة إليه كأنه الفضة البيضاء، فسقطت كلها سجوداً كما أمرهم الله تعالى، إلا إبليس فأبى أن يكون مع الساجدين، فقال الله تعالى: ما منعك أن تسجد لآدم، فعصيتني وكنت لي طائعاً تنكر على الجن العصيان، وأنت تجتهد في عبادتي، وسألتني أرفعك إلى سماواتي، وأبحتك الولوج من سماء إلى سماء، وأنزلتك مع الملائكة إلى الأرض حتى أخلوا الجن الذين أنت منهم، فما منعك ألا تكون مع الساجدين كما أمرتك؟! وخفت أن تكون دون آدم في الفضل؛ فرجعت إلى أصلك الأول، وعصيت كقومك، ونقضت عهدي وميثاقي؛ فبعداً لك وسحقاً، فقال إبليس: " أَنَاْ خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ " الأعراف والنار خير من الطين، وأنا كنت أطؤه وهو تراب، وأنا عبدتك قبله، فقال له: " فَاخْرُجْ مِنْهَا " الحجر يعني: من السموات، أو من الرحمة، أو الجنة " فَإِنَّكَ رَجِيمٌ " الحجر.

Comments

Popular posts from this blog

ماهي مبادئ الديداكتيك تابع ؟

هندسة وتدبير التعلمات : 1- كيف أدبر فضاء القسم ؟

حديث خلق الروح الاعظم :نور رسول الله حديث لم تسمعه