سبب الداء: قصيدة









سبب الداء: قصيدة
أخي القارئ ،   جاء في الأثر أن الله تعالى لما خلق الجهل قال له اقبل، فأدبر الجهل ،فقال له أدبر، فأقبل، فقال له : وعزتي وجلالي ماخلقت خلقا ابغض إلي منك ولأجعلنك في شرار خلقي ، ثم إن الناظر في أهل هذا الزمان لتقع عينه على أهل شر كثير هتكوا مكارم الأخلاق وأصابوا علاقات المجتمع بأدواء الغدر والخيانة وإتباع الهوى والركوض وراء الملذات وعبادة الشهوات، حتى انك لاتجد في الحي الواحد شابا يفتح كتابا ليهدي إلى نور أو يدعوا إلى مكرمة، ولا تقع عينك  أوتسمع أذنك  إلا  الذل والخنا الذي ملأ  جوف الصغير والكبير فصار عبيد النفوس  كثير  وأسيادها  قليل .هذا ويظل القلم واللسان سيفان مسلولان في وجه الجهل حتى يظهر الله طائفة تخرج الناس من الضلالة إلى نور الحق ،لذلك أخي حملت إليك هذه الهدية المنظومة بعد هذه الكلمة المنثورة عل الأعين تنظر، فتزدجر القلوب وتبصر، وينهض المسؤولون بإصلاح تعليم أبنائنا فان الأمة ترقى برقي أدبها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته واليك  القصيدة التي أوجزت فيها ألامي على حالنا هذا :
إصلاح التعليم سبيل الصلاح                 ونور الأمم لنيل الفـــــــــلاح
العلم مشكاة في بحر    الظلام             هو القاضي عليها ولها   الماحي
وسل عن حمل الكتب لطي جهل            وسل عن سير للوغى  بالسلاح
الجهل إذا حاربته أعياك  ضربه             فهو كالزمان الشديد   المطياح
وقد سمعت فيكم هاديا   للصلاح                     فقمت بالقلم والعلم  المتــــاح
لأنصح كل ذي      لسان   عــــي                     قد كان في مضى في    صياح
فما بلغنا به      إلا فســــــــــــادا                   وما كان الجهل إلا في    اجتياح
وكيف يرجى الخير     من رشيد                      لا بأديــب ولا   شاعر    فصيح
إذا تكــــــلم    فالقول منه    لحن               وان خطب فالعربية في    نيــــــــاح
نـــــصب وخفض  بغير        عقل                    دماء مجازر طبيب جـــــــــراح
فأعجب لمن رام    للعلم   أخـــــــذا                وفر من الكتاب الواضح الصراح
ولم يشرب من البيان  والتبيـــــيـــن                  والشعر المبين والمعلقات الفصاح
وما سمع الحديث في  علا أخلاقــــه                ولا سير الهدى منار الــــــــــنجاح
ولا التاريخ  ونور  أخـــــــــــــباره               كما أفاضت زمنا       ماء القداح 
فاعد علي سطور  المجد إنــــــــــي              احن إلى المجد المضيع المستباح
ودع الغرب قبحت  أخلاقــــــــــــــــه            فالغرب خبث كله   لـــــــــلرواح
أخا العلم أين مالك    وابن مالــــــك              وأبو إسماعيل وآبي الطيب الوضاح
وأين الأصمعي والمفضل كلاهمــــــا             وأين البحتري ذو الخـــــــلق السماح
فان تميتوا الأد بــــــــــــــــاء فانتم كمن              يرد المطر ويرضـــــــــى بالرياح
ولن يقوم العلم وتحيا  أركانـــــــــــه            ولـــــــــــيلكم شغل بالخنا والأفراح
وإنما هو الجد هذا دأب     أهــــــــله            وسهر الليل والــــــصبر  للجراح
فعانقوا المجد هبوا من     سبـــــــــات           فـــــــليلكم يشكو غياب الصباح

Comments

Popular posts from this blog

ماهي مبادئ الديداكتيك تابع ؟

هندسة وتدبير التعلمات : 1- كيف أدبر فضاء القسم ؟

حديث خلق الروح الاعظم :نور رسول الله حديث لم تسمعه